خواطر من مشاهدات الحياة اليومية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خواطر من مشاهدات الحياة اليومية
فخار يكسر بعضه
كنت قد حزمت حقائبي وثبت وجهي نحو مدينة هانوفر بألمانيا كانت رحلة استمرت زهاء شهر تقريبا، كان مضيفي يأخذني جولة في المدينة،و في إحدى الممرات الطويلة المؤدية إلى محطة القطار، رأيت اثنين يضربان بعضهما بقسوة بالغة دون أن اسمع منهما أي كلمات غضب، قتال صامت وكأنهم في حلبة مصارعة دون حكم يحكم بينهما أو جرس يقرع لينهي الجولة بانتصار احدهم ،لم يلتفت إليهم ولا واحد من المارة لم يتدخل احد ، وكأن شيئا لم يحدث ابدآ، حتى الأطفال والنساء لم يتوقفوا لم يتأوهو مستهجنين ولم يبدو على وجوهم أي علامة استغراب أو خوف أو حتى إنكار لما يحدث، وكأنهم لم يروا شيئا، كل يمضي في طريقة مسرعا،
أثار هذا الأمر استغرابي وحماستي و العرب أهل النخوة والشهامة ،ومن طبعي التدخل لفض الاشتباكات ، قلت في نفسي صحيح انه الحجيز بيوكل ثلثين القتله ولابد إلا ويصحلوا بكس ولا ضربة من هون ولا من هناك، لكن لا بد من فعل شيء ، فتوجهت مسرعا لأحجز بينهما، لكن صديقي امسكني من يدي بقوة وطلب مني أن لا أتدخل،
استغربت جدا، لماذا؟ قلت له يمكنني أن أوقف هذا الشجار الذي لا اعرف سببه، قال الم ترى انه ولا واحد تدخل ، قلت لماذا ؟ماذا يمنع؟ قال هذا عمل الشرطة إن تدخلت سوف تعرض نفسك للأذى أو المسائلة القانونية ابقي بعيدا، اقتنعت برأي صديقي ولم افعل شيئا،فوقفت متفرجا لأرى ماذا سيحدث، ولاحظت أن المارة استغربوا وقوفي هناك يبحلقون في يحركون شفاههم بكلمات لا افهمها لكن واضح انها كلمات تعجب واتهام، وكأني ارتكبت جريمة كوني أتفرج فقط فماذا لو تدخلت ، قلت وانا مالي فخار يكسر بعضه،
قلت لصديقي مبين انه الألمان عرفوا حكمة المثل العربي القائل من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه، وطبعا جاءت الشرطة وفضت الاشتباك، بعد أن سالت الدماء ومبين الشرطة بيتأخروا مش بس في إطفاء النيران بل بإطفاء نار الحرب التي اشتعلت بين هاذين الشابين،
رجعت بذاكرتي إلى موقف مشابه حدث حيث اسكن، عندما كنت أتسوق في وسط البلد ورأيت جمهورا من الناس يتدافعون، حتى أن حركة السير تعطلت في هذا الشارع، قلت في نفسي ما سبب هذا التجمهر، فاخترقت الصفوف لاطلع الأمر، فإذا اثنين من الشباب يشتبكون بالأيدي وبعض الناس يحجزون بينهم ، والصراخ والسب واللعن من الحزام وتحت ، وسئلت الواقفين ما سبب المشكلة وكل واحد يقول سببا مختلفا، كان الأمر طعه وقايمه، ومحدش فاهم ايشي ، ومن بعيد سمعنا صوت سيارة النجدة تبرق وترعد وكان الحرب قامت وما قعدت، طبعا الشرطة أخذت المتهاوشين وحتى الفزيعه راحو بالرجلين، وربك ستر إني ما قدرت أتدخل أصلا ، ولا كان رحت فيها،
هل من مظاهر الثقافة او الحضارة الإنسانية أن لا نكترث لإنسان يضرب أخيه الإنسان هل من المعقول أن نقول اللهم نفسي وفخار يكسر بعضه ، أم هل من المعقول أن نوقف سياراتنا في منتصف الشارع ونعيق حركة السير بدافع حب الفضول ؟ وهل يعقل ان نتجمهر ونتدافع بسب اثنين اقتتلا لسبب ربما يكون تافها ،أيهما يكون معقولا،
ابو عماد- المشرف
- عدد الرسائل : 77
السٌّمعَة و الصيت و الشهرة : 54
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
رد: خواطر من مشاهدات الحياة اليومية
حسب هذه الخاطره - اقول فخار يكسر بعضه
ان يجرح شخص واحد او حتى الاثنين افضل من ان نرى ذلك التجمهر الكبير
الذي لا يسمن ولا يغني من جوع - الذي يضيق الخناق على الماره والشوارع
وحتى على رجال الامن
وقد يكون اقصد ذلك التجمهر هو ما يزيد في اصرار المتشاجرين بالاستمرار في الشجار او حتى تطويره الى ابعد من ذلك
ناهيك عن اشتم واللعن وما شابه
ان يجرح شخص واحد او حتى الاثنين افضل من ان نرى ذلك التجمهر الكبير
الذي لا يسمن ولا يغني من جوع - الذي يضيق الخناق على الماره والشوارع
وحتى على رجال الامن
وقد يكون اقصد ذلك التجمهر هو ما يزيد في اصرار المتشاجرين بالاستمرار في الشجار او حتى تطويره الى ابعد من ذلك
ناهيك عن اشتم واللعن وما شابه
call_abd- المشرف العام
- عدد الرسائل : 272
السٌّمعَة و الصيت و الشهرة : 26
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
رد: خواطر من مشاهدات الحياة اليومية
فخار يكسر بعضه ............... تعني الانانية و اللهم نفسي ......... وفي هذه الايام تنفع
فادي سرور- سرخي جديد
- عدد الرسائل : 29
السٌّمعَة و الصيت و الشهرة : 50
تاريخ التسجيل : 02/07/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى